بقلم المهندس/ طارق بدراوى
تم البدء في إنشاء بانوراما حرب أكتوير عام 1983م بالتعاون بين مصر وجمهورية كوريا الجنوبية تخليدا واحتفاءا بانتصارات مصر في حرب العاشر من رمضان عام 1393 هجرية السادس من أكتوبر عام 1973م بين مصر وإسرائيل علي جبهة سيناء وقد تم التنفيذ علي أيدى فنيين كوريين بعدما نشأت تلك الفكرة في أعقاب زيارة رئيس كوريا الجنوبية لمصر في العام المذكور كنوع من أنواع التعاون المصرى الكورى وتوطيد صلات الصداقة بين البلدين وبما يتناسب مع بطولات حرب أكتوبر التي تحققت علي أيدى جنود وضباط القوات المسلحة المصرية حينما تمكنت قواتنا المسلحة من عبور قناة السويس التي كانت تمثل عائقا مائيا صعبا أمامها ثم فتح الثغرات في الساتر الترابي الذى أقامته إسرائيل علي الضفة الشرقية لقناة السويس تمهيدا لإقامة كبارى لعبور المدرعات ووسائل النقل بالإضافة إلي اقتحام خط بارليف المنيع ذلك الخط الدفاعي الذى أقامته إسرائيل للقضاء علي اي محاولة لعبور القناة تلك الأعمال التي تمت في زمن قياسي بلغ حوالي 6 ساعات واجه فيها جنودنا وضباطنا مدرعات العدو بالأسلحة الخفيفة المضادة للدبابات وتمكنوا من صدها وتدمير العشرات منها مما أذهل العالم كله فللمرة الأولي في تاريخ الحروب الحديثة يتصدى جنود المشاة المترجلين بصدورهم العارية للمدرعات لهذه المدة الطويلة
وقد تم إنشاء هذه البانوراما في مدينة نصر وتطل واجهتها الأمامية علي طريق صلاح سالم بالقرب من ستاد القاهرة الدولي وأرض المعارض وهي مقامة علي مساحة 31 ألف متر مربع مع وجود منطقة إنتظار سيارات بمسطح حوالي 6 آلاف متر مربع وقد تم الإنتهاء من إنشائها عام 1989م حيث تم افتتاحها يوم 5 أكتوبر عام 1989م ضمن إحتفالات أعياد أكتوبر في العام المذكور وبالبانوراما ساحة للعرض المكشوف عبارة عن منصتين أولهما لعرض نماذج من أسلحة قواتنا المسلحة التي شاركت في حرب أكتوبر عام 1973م كالدبابات ت 85 وت 110 والمدافع المضادة للدبابات والطائرات وغيرها وثانيتهما للأسلحة التي تم الاستيلاء عليها أثناء معارك الحرب المختلفة مثل الدبابات السنتوريون والام 60 كما تشمل البانوراما أيضا مبني أسطواني الشكل قطره 44 متر ويبلغ ارتفاعه 27 متر ويعلوه برج من الحديد والنحاس ارتفاعه 10.5 متر
ويشمل المبني الدائرى عدة قاعات للعرض أولها القاعة رقم 1 وتسع عدد 50 مشاهد ويعرض بها أعمال قواتنا المسلحة مابين عام 1967م وعام 1973م ومنها معركة رأس العش عام 1967م التي حاولت فيها إسرائيل احتلال مدينة بورقؤاد التي كانت الجزء الوحيد علي الضفة الشرقية للقناة الذي لم يتم احتلاله ولم تفلح في ذلك حيث استبسلت القوة المسؤولة عن الدفاع عن المدينة وتمكنت من صد العدوان كما يعرض بها عملية إغراق المدمرة الإسرائيلية إيلات أمام شاطئ مدينة بورسعيد في شهر أكتوبر عام 1967م وعمليات الإغارة على ميناء إيلات في شهر نوفمبر عام 1969م بولسطة الضفادع البشرية ثم مشاهد من حرب الاستنزاف التي مهدت لحرب أكتوبر المجيدة ثم تأتي القاعة رقم 2 وهي تسع أيضا 50 مشاهد وتعرض بها ملحمة العبور الخالدة ومشاهد عبور جنودنا الأبطال بالقوارب المطاطية وهم يهتفون الله أكبر الله أكبر وتسلقهم الساتر الترابي بالضفة الشرقية للقناة وفتحهم الثغرات فيه بواسطة مدافع المياه ورفع العلم المصرى علي أرض سيناء الحبيبة ومرحلة إقامة كبارى العبور علي المجرى الملاحي للقناة ومشاهد اقتحام حصون خط بارليف والاستيلاء عليها وكيفية التصدى لمدرعات العدو بواسطة جنود المشاة بإستخدام صواريخ الكتف الخفيفة المضادة للدبابات والمعروفة بإسم الار بي جي تلك العمليات التي أفرزت أبطالا تم إطلاق لقب صائدى الدبابات عليهم مثل البطلين محمد عبد العاطي ومحمد المصرى والذى دمر كل منهما أكثر من 25 مدرعة للعدو
وبعد ذلك تأتي القاعة رقم 3 وتعرض بها أعمال الأفرع الرئيسية للقوات المسلحة المصرية خلال حرب أكتوبر عام 1973م وهي القوات الجوية وقوات الدفاع الجوى والقوات البحرية حيث يتم عرض الضربة الجوية لمطارات وتجمعات ومراكز إتصالات العدو في اللحظات الأولى لبداية الحرب في تمام الساعة الثانية وخمس دقائق من بعد ظهر يوم السادس من أكتوبر عام 1973م ثم أهم المعارك الجوية التي حدثت علي مدار أيام الحرب وكان أكبرها وأشرسها معركة المنصورة والتي استمرت لمدة طويلة علي غير المألوف في المعارك الجوية والتي عادة ماتستغرق وقتا قصيرا واستبسلت فيها قواتنا الجوية وتمكنت من اسقاط طائرات الفانتوم الإسرائيلية تباعا واجبرت ماتبقي منها على الفرار ويتم أيضا عرض كيفية تصدى قوات الدفاع الجوى لطائرات العدو وإسقاطها لعدد كبير منها حتي تم إلتقاط رسالة لاسلكية مفتوحة موجهة من قيادة القوات الجوية الإسرائيلية لطائرات سلاح الجو الإسرائيلي تحذر من الاقتراب من القناة لمسافة 15 كيلو متر شرقها حيث كانت تلك المنطقة شرقي القناة بالإضافة إلي جميع سماء مصر مغطاة بشبكة حديثة من شبكات الدفاع الجوى كما يتم بتلك القاعة أيضا عرض أعمال قواتنا البحرية أثناء الحرب وحراستها وحمايتها للمياه الإقليمية المصرية بالبحرين المتوسط والأحمر وإحباطها محاولات التسلل إلى ميناء الإسكندرية حيث مقر قيادة القوات البحرية بمنطقة رأس التين
وأخيرا نجد القاعة رقم 4 وتسع 50 مشاهدا وهي عبارة عن مكتبة تاريخية مزودة بقاعة للإطلاع كما يوجد بالمبني وحدة حاسب الي تحتوى على كافة بيانات شهداء حرب أكتوبر عام 1973م وتشمل أيضا كافتيريا ومحل لبيع الهدايا وستوديو للتصوير الفورى ومكتب تليفون دولي ومحلي والبانوراما مفتوحة طوال أيام الأسبوع فيما عدا يوم الثلاثاء وتعرض 3 حفلات صباحية الساعة 9.30
والساعة 11 والساعة 12.30 صباحا بالإضافة إلي حفلتين مسائيتين صيفا الساعة 6 والساعة 7.30 مساءا وشتاءا الساعة 5 والساعة 6.30 مساءا والعرض يتم بعدد 7 لغات هي العربية والإنجليزية والفرنسية والألمانية والإيطالية واليابانية والصينية والعبرية ويتبقي لنا أن نقول إن بالبانوراما أيضا علي بعض الجدران الداخلية لمبناها نجد لوحات وصور تمثل أهم الحروب والمعارك التي خاضتها مصر في تاريخها القدبم مثل المعركة التي خاضها الملك مينا لتوحيد القطرين القبلي والبحرى ثم معركة الملك أحمس الأول التي خاضها من أجل طرد الهكسوس من مصر عام 1520 قبل الميلاد ومعركة قادش التي انتصر فيها الملك رمسيس الثاني علي الحيثيين ومعركة المنصورة مع الصليبيين بقيادة ملكهم لويس التاسع ملك فرنسا عام 1250م والتي تم اسره هو وكبار قادته فيها ومعركة بورسعيد ضد العدوان الثلاثي عام 1956م كما توجد صور داخل غرفة قيادة عمليات حرب أكتوبر عام 1973م يرى بها الرئيس الراحل أنور السادات القائد الأعلى للقوات المسلحة والفريق أول أحمد إسماعيل علي القائد العام والفريق سعد الدين الشاذلي رئيس الأركان واللواء محمد عبد الغني الجمسي رئيس هيئة العمليات وكذلك صور لباقي قادة الأفرع الرئيسية للقوات المسلحة وهم اللواء محمد علي فهمي قائد قوات الدفاع الجوى واللواء حسني مبارك قائد القوات الجوية واللواء فؤاد ذكرى قائد القوات البحرية وكذلك صور قواد الجيوش والفرق والألوية المدرعة وألوية المشاة